منتدى شباب بكرة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

منتدى شباب بكرة

منتدى شبابي هادف
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 زيادة الإيمان 1

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
فاتح القدس
المدير
المدير
فاتح القدس


ذكر عدد الرسائل : 63
العمر : 36
البلد : مصر
العمل : طالب
تاريخ التسجيل : 25/05/2008

زيادة الإيمان 1 Empty
مُساهمةموضوع: زيادة الإيمان 1   زيادة الإيمان 1 Emptyالإثنين يونيو 02, 2008 5:16 am

بقلم: د. مجدي الهلالي



يتردد كثيرًا على الساحة الإسلامية في هذه الآونة مصطلح "إيقاظ الإيمان"، وضرورة الاهتمام به، وإعطائه الأولوية في الأهداف التربوية التي تعني بتكوين الشخصية المسلمة، وهذا أمر طيب جدير بالتشجيع والمساندة من الجميع، وكيف لا ومشكلة الأمة بالأساس مشكلة إيمانية، ولن ينصلح حالها إلا بالإيمان؟! ﴿وَأَنْتُمْ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران: من الآية 139)، وسنظل ندور في حلقةٍ مفرغةٍ لا نخرج منها إن لم نبدأ بالإيمان فنجده ونحييه في قلوبنا.



ولكن لكي يؤتي هذا الاهتمام بإيقاظ الإيمان ثمارَه المرجوَّة لا بد من الاتفاق على المقصود بهذه اليقظة؛ فهل المقصود بها أن تفرز مسلمًا يؤدي الصلوات الخمس على وقتها بالمسجد، ويصلي النوافل، ويكثر من ذكر الله؟!.



لو كان هذا الهدف فقط فبم تشخص حالة مَن يفعل ذلك وفي نفس الوقت تجده في تعامله مع المال شديدَ الحرص عليه؛ يحسب كل شيء ويُفكِّر في حقِّه أولاً قبل حقوق الآخرين، شديدَ التركيز على الدنيا؛ إذا ذهب لشراء شيءٍ ما تجده ينتقل بين الحوانيت للبحث عن الأرخص سعرًا، فإذا ما استقرَّ على حانوت فإنه لا يمل من مساومة البائع لتخفيض السعر قدر المستطاع؟!.



وإذا ما كان صاحبَ عقار تجده يتعامل مع المستأجرين معاملةً جافةً غليظة، ويجتهد في التنصل من حقوقهم عليه، وإذا ما ساعد الآخرين فبحسابٍ شديدٍ؛ يُصاب بالهلع إذا ما أُصيب ماله بخسارة ولو طفيفة، أو ضاعت من يديه صفقة رابحة.



وليس هذا خاصًّا بالأغنياء فقط؛ فالفقراء ومتوسطو الحال كذلك.. نجد بعض التناقض بين عباداتهم الظاهرة وسلوكياتهم ومعاملاتهم وبخاصةٍ فيما يخص المال؛ فالحرص على الدنيا، والحزن على فوات شيءٍ يسيرٍ منها، وأحلام اليقظة والأماني الدنيوية العريضة يسيطر على مخيلتهم.



الدنيا والإيمان

لا شك أن المحافظة على الصلوات في أول وقتها بالمسجد من مظاهر الإيمان، ولكن عندما لا تتواكب تلك المظاهر مع هوان الدنيا في عين صاحبها، وضآلة حجمها في قلبه، ومن ثَمَّ تعامله معها من منطلق هذه النظرة، فإن ذلك يعد بمثابة مؤشرٍ مهمٍ لعدم تمكُّن الإيمان من القلب، وعدم وصوله إلى مرحلة اليقظة والانتباه.



فعندما يستيقظ الإيمان، وتشتعل جذوته في القلب، فإن هذا من شأنه أن يجعل صاحب هذا القلب يدرك حقيقة الدنيا، فتصغُر في عينيه، وتهون عليه.



ويرى المال على حقيقته أنه (مال الله)، وأنه مستخلف فيه من قِبله سبحانه وتعالى، وأن الذي يرضى صاحبه هو إنفاقه على أوجه الخير ما وسعه ذلك.



المال رمز الدنيا

إن المال هو أهم رمز للدنيا، وعندما نرى من شخصٍ (ما) تلهفًا على المال، وحرصًا عليه، وخوفًا على فواته، وضيقًا من نقصانه، فإن هذا يُعطي دلالةً قويةً على أن الدنيا في قلبه تحت مساحة كبيرة، وأن إيمانه وإن كان موجودًا إلا أنه إيمان مُخدَّر نائم.



فإن قلت: ولكن هناك بعض الناس ينفقون في سبيل الله كثيرًا، ومع ذلك فهم مقصِّرون في الطاعات، ويتجرَّءون على فعل بعض المعاصي.



أجل.. هذا موجود بالفعل عند البعض، ولعل إنفاقهم في سبيل الله في هذه الحالة مردُّه إلى تربيتهم الأولى التي عوَّدتهم على السخاء والجود، ولكن لكي يكون هذا البذل معبِّرًا عن يقظةِ الإيمان في قلوبهم لا بد أن يواكبه ظهور علامات أخرى.



أجملها رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم- في هذا الحديث: فعن عبد الله بن مسعود قال: قلنا يا رسول الله قوله تعالى: ﴿أَفَمَنْ شَرَحَ اللهُ صَدْرَهُ لِلإِسْلامِ فَهُوَ عَلَى نُورٍ مِنْ رَبِّهِ﴾ (الزمر: من الآية 22)، كيف انشرح الصدر؟ قال:"إذا دخل النورُ القلبَ انشرح وانفتح، قلنا: يا رسول الله وما علامة ذلك؟ قال: "الإنابة إلى دار الخلود، والتجافي عن دار الغرور، والاستعداد للموت قبل نزوله" (أخرجه الحاكم والبيهقي).



فالعلامة الأولى- كما في الحديث- هي: الإنابة إلى دار الخلود، ومن مظاهرها: المسارعة إلى فعل الخير بأنواعه، والورع والحساسية الشديدة تجاه الحرام وكل ما فيه شبهة، وتقديم مصالح الدين على جميع مصالح الدنيا عند تعارضهما.



أما مظاهر العلامة الثانية ليقظة القلب "التجافي عن دار الغرور" فهي عدم التلهُّف على تحصيل الدنيا، وعدم الحزن على فواتها أو نقصانها، وقلة التفكير فيها، وعدم حسد الآخرين عليها، أو التطلع لما عند أهل الثراء فيها إلا رغبةً في الإنفاق في سبيل الله.



ومن مظاهر الاستعداد للموت قبل نزوله: المسارعة إلى التوبة الصادقة، ودوام الإنابة إلى الله، والتحلُّل من المظالم، وردُّ الحقوق والأمانات لأهلها.



الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://abdo-hobalard.blogspot.com/
فاتح القدس
المدير
المدير
فاتح القدس


ذكر عدد الرسائل : 63
العمر : 36
البلد : مصر
العمل : طالب
تاريخ التسجيل : 25/05/2008

زيادة الإيمان 1 Empty
مُساهمةموضوع: الباقي   زيادة الإيمان 1 Emptyالإثنين يونيو 02, 2008 5:19 am

الشجرة المباركة

هذه العلامات ما هي إلا انعكاس ليقظة الإيمان، وانشراح الصدر به، وليس العكس؛ بمعنى أنه لا يمكن القفز إلى هذه المظاهر ومحاولة التعوُّد عليها بغية اكتسابها؛ فلكي ينصلح الحال في العبادات، والسلوكيات، والاهتمامات، والمعاملات لا بد من البدء من النقطة الصحيحة، ألا وهي: العمل على إيقاظ الإيمان في القلب، وليس العكس.



فالاهتمام بأداء العبادات وإصلاح السلوكيات دون الاهتمام بيقظة القلب من شأنه- وإن نجح من الناحية الشكلية- أن يُنجح شخصًا مشوهًا ذا شخصيتين؛ تجده في المسجد يصلي ثم في متجره يعامل الناس بغلظة، ولا يحافظ على وعده ومواعيده، وقد يُسيء معاملة أهله وأرحامه، ويتهافت على المال تهافُتَ الفَرَاش على النار.



وفي المقابل: عندما نبدأ بالإيمان فنوقظه فإن شجرته تنمو وتزدهر، وتثمر ثمارًا يانعةً في كل وقت، وكل اتجاه ﴿كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا﴾ (إبراهيم).



ويكفيك أخي القارئ في تأكيد هذا المعنى قوله تعالى في هذه الآية الجامعة: ﴿لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُوْلَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُتَّقُونَ﴾ (البقرة: 177).



منزلة اليقظة

وعندما كتب الإمام ابن القيم كتابه الرائع (مدارج السالكين)، بدأ هذه المدارج بمنزلة اليقظة، وكان مما قال فيها: "فأول منازل العبودية: اليقظة، وهي انزعاج القلب لروعة الانتباه من رقدة الغافلين، والله.. ما أنفعَ هذه الروعة!، وما أعظمَ قدرها وخطرها!، وما أشدَّ إعانتها على السلوك!؛ فمن أحسَّ بها فقد أحسَّ- والله- بالفلاح، وإلا فهو في سكرات الغفلة، فإذا انتبه شمَّر لله بهمته إلى السفر إلى منازله الأولى.



واعلم أن العبد قبل (ذلك) في نوم الغفلة، قلبه نائم وطرفه يقظان؛ فأول مراتب هذا النائم: اليقظة والانتباه من النوم".



من هنا ندرك مغزى قول الإمام الشهيد حسن البنا، وهو يتحدث إلى الناس فيقول: "قبل أن نتحدث إليكم في هذه الدعوة عن الصلاة والصوم، وعن القضاء والحكم، وعن العادات والعبادات، وعن النظم والمعاملات.. نتحدث إليكم عن القلب الحي والروح الحي والنفس الشاغرة، والوجدان اليقظ، والإيمان العميق بهذه الأركان الثلاثة: الإيمان بعظمة الرسالة، والاعتزاز باعتناقها، والأمل في تأييد الله إياها، فهل أنتم مؤمنون؟!" (رسالة دعوتنا في طور جديد).

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://abdo-hobalard.blogspot.com/
فاتح القدس
المدير
المدير
فاتح القدس


ذكر عدد الرسائل : 63
العمر : 36
البلد : مصر
العمل : طالب
تاريخ التسجيل : 25/05/2008

زيادة الإيمان 1 Empty
مُساهمةموضوع: رد: زيادة الإيمان 1   زيادة الإيمان 1 Emptyالإثنين يونيو 02, 2008 5:19 am

وخلاصة القول

أن إيقاظ الإيمان يعني دخولَ نورُه القلبَ، واشتعال جذوته فيه، لينعكس ذلك على العبادات والمعاملات والاهتمامات، ومهما حاولنا تحسين هذه الأمور دون البدء بإيقاظ الإيمان بمفهومه الصحيح فإن الناتج سيكون ضعيفًا، ولا يتناسب مع الجهد المبذول.



فإن قلت: وكيف نوقظ الإيمان، ونشعل جذوته في القلب؟.. جاءك الجواب بأن جيل الصحابة ظهرت على أفراده الآثار الكاملة ليقظة الإيمان، ويكفيك في هذا قول الإمام القرافي: "لو لم يكن لرسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم معجزة إلا أصحابه لكفَوه في إثبات نبوته".



فما علينا إلا أن نبحث عن الوسائل التي استخدموها حتى وصلوا إلى هذا المستوى فنستخدمها، وأظن أن بحثنا لن يطول إذا ما أخذنا هذا الأمر بقوة، وحملناه على محمل الجد والاهتمام، ولنعلم جميعًا بأنه لا يصلح أمر آخر هذه الأمة إلا بما صلح عليه أولُها.



وصلِّ اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
http://abdo-hobalard.blogspot.com/
 
زيادة الإيمان 1
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى شباب بكرة :: المنتدى الإسلامي :: معا للجتة-
انتقل الى: